135
نلتفت إليها في نظرة سريعة خاطفة، أو ملاحظة عامة ساذجة.
إلاّ إنه راح يغرقنا أحياناً في تفسير إشاري باطني، لا يلامس وعي وإدراك عامة الناس، ويعمد إلى استخدام مختلف الأدوات، المنتقاة من العلوم الإنسانية الحديثة، فضلاً عن خبرته، وذوقه الخاص، من أجل تأويله الرمزي للحج ومناسكه.
وبالتالي تبقى رؤيته معبرة عن تجربته الخاصة، وهي لاتعبر بالضرورة عما سواه. ذلك أن لكل تجربة شروطها، وظروفها، والعناصر المكوّنة لها، والمنابع التي تستقي منها. فقد تشترك التجارب الروحية في قواسم عامة، لكنها لن تتطابق.
دعاء
فيما يلي مقتطفات من دعاء بصياغة شريعتي، تتجلى فيه بوضوح أحلامه ومايطمح إليه من قيم وأخلاقيات، وما ينشده من نزعات معنوية وإنسانية ينبغي أن تسود الاجتماع الإسلامي:
إلهي: صن «عقيدتي» من «عقدتي» .
إلهي: مكني من احتمال العقيدة المخالفة.
إلهي: هبني إيمان ((الطاعة المطلقة)) لك، لكي أخوض عالم العصيان المطلق.
إلهي: أجج فيّ نار ((الشك)) المقدسة، حتّى إذا أحرقت كل ((يقين)) نقشوه في داخلي، تشرق البسمة الحنون على شفتي فجر اليقين الذي لاغبار عليه.
إلهي: قل للماديين: إن الإنسان ليس بشجرة تحيا من غير وعي منها في الطبيعة والتاريخ والمجتمع.
إلهي: علم مجتمعي بأن السبيل إليك، إنما يكون من الأرض، واهدني يا إلهي، إلى السبيل الذي يختصر المسافات.
إلهي: علم المتدينين بأن الإنسان من تراب، وأن ظاهرةً من مادة تفسر اللّٰه بقدر ظاهرة من غيب. فلله وجود في الدنيا يساوي وجوده في الآخرة.
لقنهم أن الدين إن لم يسبق الموت فلا