۶۶والمسلمين، الذين يَبحثون عن الثَغَرات لتوجيه ضربة قاضية إلى كافة المسلمين، من دون استثناء.
و في هذا السّياق لا يُكفّرُ الشيعةُ الجعفريةُ أحداً من أهلِ القِبلة قطّ، مهما كان مذهَبَه الفقهي ومنحاه العقيدي إلاّ ماأجمع المسلمون على تكفيره، ولا يُعادونهم، ولا يسمحون بالتآمر عليهم، ويحترمون اجتهادات الفِرَق والمذاهب الإسلاميّة ويرون عَمَلَ من يَنتقل من مذهبه إلى مذهب الشيعة الجعفرية الإمامية مُجزياً ومُسقطاً للتكليف ومُبرِءاً للذمّة، اذا كان قد عمل وفْق مذهبه في الصلاة والصيام والحج والزكاة والنكاح والطلاق والبيع والشراء وغيرها، فلا يجب عليه قضاءُ مافات من هذه الفرائض، كما لا يجب عليه تجديد صيغة النكاح أو الطلاق مادام أجراهما وفق المختار من مذهبه.
و هم يتعايشون مع إخوانهم المسلمين في كل مكان كما لو كانوا إخوةً وأقارب.
نعم، لا يوافقون المذاهبَ الاستعماريّة كالبهائية والبابيّة والقاديانيّة وما شاكل ذلك، بل يخالفونها ويحاربونها ويحرّمون الانتماء إليها.
وإذا كان الشيعة -أحياناً وليس دائماً -يستخدمون التقية، وهي تعني كتمان ماهم عليه من المذهب والمعتقد، وهو أمرٌ مشروع بنص القرآن الكريم ومعمولٌ به بين المذاهب الإسلامية في ظروف الصراع الطائفي الحاد، فهو لأحد عاملين:
أحدهما: الحفاظ علىأنفسهم ودمائهم حتىلاتذهب هدراً.
وثانيهما: الحفاظ على وحدة المسلمين وعدم تعرضها للتصدّع.
ويرى علماءُ الشيعةِ الجعفرية البارزون ضرورةَ الحِوار بين علماءِ المذاهب الإسلاميّة المختلفة في مجالات الفقهِ والعقيدة والتاريخ، والتفاهم في قضايا المسلمين المعاصرة، والاجتناب عن التراشق بالتُّهم، وتسميم الأجواء بالسّباب