180موثوق عندنا، ولم نعثر على من وثّقه عندهم، حتّى أنّ البخاري ومسلم لم يخرجاه، و أقصىٰ ما قيل في حق الرّاوي أنّه كان من أعيان أهل الصّفّة 1، أو أنّه كان من البكّائين 2، وهذا غير كاف، أضف إلىٰ ذلك، أنّ بعض ما روي عنه يدلّ على عدم فقهه، وسكنه في الشّام يومي إلى أنّه جعل الحديث مرضاةً لبني أميّة، أو نسب إليه زوراً إذ إنّه مات سنة خمس وسبعين 3. فالحديث عندنا مجعول، وغير ثابت، بل الثّابت عدمه، لتواتر حديث الثّقلين.
و أمّا الدّلالة فيقع النّقاش في عدّة نقاط:
أوّلاً: على فرض صحّة الخبر يقع الكلام في مصداق الخلفاء، فالخلفاء هم المنصوبون من قبل الرّسول صلى الله عليه و آله بأمر اللّٰه، وهم الأئمّة الإثنا عشر عليهم السلام، لا غيرهم.
روىٰ مسلم بإسناده عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على النّبي صلى الله عليه و آله، فسمعته يقول: «إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتّى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة. . كلّهم من قريش» 4.
و روىٰ بإسناده عنه عن النّبيّ صلى الله عليه و آله: «لا يزال الإسلام عزيزاً إلى إثني عشر خليفة. . كلّهم من قريش» 5.
و عنه صلى الله عليه و آله: «يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش» 6.
و عنه صلى الله عليه و آله: «يكون لهذه الأمّة اثنا عشر قيّماً، لا يضرّهم من خذلهم، كلّهم من قريش» 7.