110مَسجد آخر، هو (مَسجد المُباهلة) ، ونتساءل عن موقعه، وما هو الدليل على وجوده بحَسب المصادر الشيعيّة والسنيّة؟
مَسجد المُباهلة برأي المُختصّين بأحوال وشؤون المدينة:
أشرنا سابقاً إلى أنّ الُمختصّين بأحوال وشؤون المدينة أولوا اهتماماً كبيراً بالمساجد القديمة فيها، وكذلك بالمواقع والأماكن التي أقامَ الرّسول صلى الله عليه و آله الصلاة فيها، واجتهدوا في ذكر تفاصيل الحوادث التي جَرَت في تلك المساجد، كدعاء الرّسول صلى الله عليه و آله في مسجد الإجابة واقفاً، والإشارة إلى كلّ مكان ثبُتَ أو احتمِلَ إقامة النبيّ صلى الله عليه و آله صلاته فيه، بصورة مُستقلّة، وكذلك ذِكر الأماكن الواقعة بين المدينة ومكّة وإقام النبيّ صلى الله عليه و آله صلاته فيها أثناء مروره بها، مثل مَسجد (الغدير) ومَسجد (المعرّس) ، بل وتطرّقوا أيضاً إلى مَسجد (ضِرار) عند ذِكر مساجد المدينة، وكيفية بنائه من قِبل المنافقين والإشارة إليهم، وكيفيّة هَدمه وحَرقه بأمر من الرّسول صلى الله عليه و آله، بشكل مُطنَب ومُسهَب.
ومن بين المساجد التي لم يَرد ذكرها أو مَوقعها في كتب التاريخ، ولم تتمّ الإشارة إليها بصراحة ووضوح، مَسجد (المُباهلة) . ممّا يدلّ على عَدَم وجود مَسجد باسم مَسجد المُباهلة من وُجهة نظر الُمختصّين بأحوال وشؤون المدينة على مَرّ العصور، على الرّغم من أنّ مَسجداً مثل مَسجد المُباهلة قد يُمثّل أكبر شاهد على أكبر حَدث تأريخيّ في حياة النبيّ صلى الله عليه و آله. فلو كان مَسجد المُباهلة موجوداً بالفعل، ما كان المؤرّخون ولا الُمختصّون بأحوال وشؤون المدينة ليَغفلوا عن ذِكره، ولا التّعريف به من قريب أو بعيد.
مَسجد المُباهلة في المَصادر الشيعيّة:
يتبيّن من الرّوايات الشيعيّة كذلك والمتعلقة بالمساجد والأماكن المقدسة، وأسوة بالمصادر الخاصّة بأحوال وشؤون المدينة المنوّرة، عَدم وجود مَسجد باسم مَسجد المُباهلة، بل ولم يَرد أيضاً على لسان الأئمة عليهم السلام مَسجد بهذا الاسم، وهو