104الأماكن وبنى عليها مَسجداً عامّاً 1.
أمّا ابن شبّة (المتوفى سنة 262 للهجرة) فيقول: إنّ كلّ مسجد مَبنيّ بالحجارة والجصّ في المدينة وما حولها، هو مَسجد كان النبيّ صلى الله عليه و آله يُقيم فيه الصلاة، وذلك أنّ عُمر بن عبد العزيز لمّا شرعَ في توسيع مَسجد النبيّ صلى الله عليه و آله بأمر من خليفة زمانه الوليد ابن عبد الملك، سألَ الناس عن المنازل والأماكن التي كان النبيّ صلى الله عليه و آله قد صلّى فيها، فعيّنها جميعاً وحوّلها إلى مَسجد، وأمرَ ببناء جُدران ذلك المَسجد من الحجارة لتمييزه عن المساجد الأخرى 2.
وقد أولى الأمراء والسلاطين وأعيان المسلمين وأشرافهم، بعد عُمر بن عبد العزيز، جلّ اهتمامهم بتعمير المساجد وترميمها وتوسيعها وتجديد أبنيتها، ومنهم السّلطان سليمان القانونيّ 3(المتوفى سنة 974ه) الذي ركّزَ اهتمامه على هذا الأمر أكثر من غيره، وهو الذي أمرَ بهَدم وإعادة بناء كلّ المساجد التاريخية في المدينة المنوّرة 4.
مَسجد الإجابة ومَسجد بني مُعاوية:
أمّا (مَسجد الإجابة) فهو أحد المساجد القديمة التي بناها المسلمون في المدينة في عهد النبيّ صلى الله عليه و آله حيث أقامَ صلى الله عليه و آله الصلاة فيه. وبحسب مُحدّثي أهل السّنة وطبقاً لمَضمون بعض الروايات الشيعيّة، فقد سُميَ المَسجد المذكور بهذا الاسم لأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وبعد إقامته الصلاة فيه، دعا ربّه أن يُعطيه ثلاث حاجات، فاستجاب اللّٰه سبحانه له إلّافي واحدة منهنّ.
ويقول العبّاسي، أحد الُمختصّين بتاريخ المدينة، بعد نَقله لحديث حضور