94مبارك، وموسم من مواسم الخير والبشر والسعادة علىٰ كلّ مؤمن، كيف لا وقد أقسم به اللّٰه عزّوجلّ في قوله تعالىٰ: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ* وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ* وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ 1؛ فقيل: الشاهد: يوم عرفة؛ وقيل أيضاً: المشهود يوم عرفة 2.
وحسبنا في هذا اليوم العظيم، أنّه يوم يذلّ اللّٰه فيه ألدّ أعداء أوليائه، وهو إبليس اللعين ، فما رُئي الشيطان أحقر ولا أصغر في أيّ يوم مثلما رئي في يوم عرفة، إلّا ما كان من يوم بدر، وذلك لما يُرىٰ من تنزّل الرحمات، وتوالي الكرامات من اللّٰه علىٰ عباده المتّقين، ومغفرة السيّئات، وجوده سبحانه علىٰ عباده، وكثرة إعتاقه من النار.
وجمع معنىٰ ذلك كلّه النبيّ صلى الله عليه و آله، فقال: «الحجّ عرفة» 3.
فعلى المرء أن يعرف معنىٰ هذا اليوم ويستغلّه بالأعمال الصالحة الّتي تقرّبه من معبوده تعالىٰ شأنه.
واقتضت حكمة اللّٰه العليم الحكيم أن تنتهي هذه التجربة بالعيد، لينطلق المسلم منها إلى الممارسة الراشدة بعد التجربة المؤثّرة.
وفي عيد الأضحىٰ تعيش الأُمّة الاسلاميّة قبله ومعه شعائر عبادة الحجّ الكريمة ومناسكه المباركة.
وفّقنا اللّٰه وإيّاك - عزيزي القارئ - لحجّ بيته الحرام، وأداء مناسكه بالشكل الّذي أراده الباري سبحانه منّا ورسوله صلى الله عليه و آله.