72كما هو المتعارف في ألسنة الروايات بكلمة الأرض. يعزّز احتمالاً آخر موجوداً بالأصل ولا يصل نقيضه إلى رتبة الظهور، وهو أنّ الرواية تحكم بكفاية توجيه الحجر إلى المرمى حتّى لو لم يصبه، فتُعارِض دليل شرطية الإصابة المعروف وهو صحيحة معاوية بن عمّار التي استدلّوا بها على شرطية الإصابة، وأيّ ضير في تعارض الروايات، هذا علاوة على سقوط الفقه الرضوي سندياً أيضاً كما هو المعروف، الأمرالذي يخفف من غرابة معارضة شرطية الإصابة علىٰ تقدير وضوحها.
وعليه، فالرواية ليست مبهمة كما ذكره في الجواهر، ولا دالّة على أنّ الجمرة هي الأرض، فإنّ التفسير الذي أشرنا إليه يغدو معقولاً سيما بعد مناقشة أدلّة شرطية الإصابة عدا صحيح معاوية كما سيأتي، وعدم نقاش العلماء في مسألة الشرطية رغم عدم كونها بهذه البداهة كما سيأتي هو ما جعلهم لا يلتفتون إلى أنّ الرواية أتت بصدد رفع شرطية الإصابة، ومن ثمّ تفسيرهم الأرض بالجمرة أو جعل الرواية مبهمة.
الوجه الثاني: - من أدلّة القول الثاني - النصوص الفقهية القديمة سواءٌ عند الشيعة أو أهل السنّة، وهذه نماذج منها:
أ - يقول الشافعي: «فإن رمى بحصاة فأصابت. . . . ثمّ استنت حتّى أصابتموضع الحصى منالجمرة أجزأت عنه» ، فالنصّيتحدّثعن تدحرج الحصاة على الأرض وإصابتها موضع الحصى، وهو ما يدلّ على عدم وجود عمود 1.
لكن هذا النص على العكس أدلّ، لأنّه يقول بكفاية الوصول إلى موضع