45ويجيب الشيخ الطبرسي عن ذلك بقوله: وقد روى أصحابنا في جوابه أنّ هاهنا تقديماً وتأخيراً وتقديره: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللّٰهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ* وَاسْتَغْفِرُوا اللّٰهَ إِنَّ اللّٰهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ 1.
ويجيب البلاغي عن هذا بقوله: ولم أجد الرواية عاجلاً لنرى سندها، ولو كانت عن إمام لذكره في المجمع على عادته 2.
هذا، وهناك روايات من طرق الإماميّة مشابهة لما ورد عن أهل السنّة، كالتي في تفسير العيّاشي عن الصادق عليه السلام في قوله تعالىٰ: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ الآية، قال: إنّ أهل الحرم كانوا يقفون على المشعر الحرام ويقف الناس بعرفة، ولا يفيضون حتى يطلع عليهم أهل عرفة، وكان رجل يكنّى أبا سيار، وكان له حمار فارِه، وكان يسبق أهل عرفة، فإذا طلع عليهم قالوا: هذا أبو سيار، ثمّ أفاضوا، فأمرهم اللّٰه أن يقفوا بعرفة وأن يفيضوا منه.
وقد ذكر العيّاشي خمس روايات تحمل هذا المعنى، وتذكر أنّ المراد من الإفاضة المأمور بها في الآية، الإفاضة من عرفات.
إلّا أنّ الشيخ البلاغي في تفسيره قال عن هذه الروايات - سواء تلك التي نقلها صاحب تفسير العيّاشي ونقلها عنه صاحب تفسير البرهان، وتلك التي جمعها صاحب تفسير الدرّ المنثور، والتي تؤيّد أنّ المقصود بالإفاضة في الآية هي الإفاضة من عرفات - قال: والكلّ لا يقوى على المقاومة لحديث جابر المنتصر