42عرفات، فلمّا ذهب مرّ على الحمس وتركهم فقالوا له: إلى أين وهذا مقام آبائك وقومك فلا تذهب؟ تقول الرواية: فلم يلتفت إليهم ومضى بأمر اللّٰه إلى عرفات ووقف بها، وأمر سائر الناس بالوقوف بها. . .
روى الترمذي عن عائشة أنّها قالت: كانت قريش ومن كان على دينها وهم الحمس يقفون بالمزدلفة يقولون: نحن قطين اللّٰه، وكان من سواهم يقفون بعرفة، فأنزل اللّٰه تعالى: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ، وقال القرطبي عن هذا الحديث: حديث حسن صحيح.
روى مسلم عن عائشة قالت: الحمس هم الذين أنزل اللّٰه فيهم: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ قالت: كان الناس يُفيضون من عرفات، وكان الحمس يفيضون من المزدلفة، يقولون: لا نفيض إلّامن الحرم، فلمّا نزلت أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ رجعوا إلى عرفات، وقال عنه القرطبي: وهذا نصّ صريح، ومثله كثير صحيح.
وروى الواحدي بسنده عن محمّد بن جبير بن مطعم عن أبيه أنّه قال:
أضللتُ بعيراً لي يوم عرفة، فخرجتُ أطلبه بعرفة، فرأيت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله واقفاً مع الناس بعرفة، فقلت: هذا من الحمس ما له هاهنا!
وكانت قريش تسمّى الحمس، فجاءهم الشيطان فاستهواهم، فقال لهم:
إنّكم إن عظمتم غير حرمكم، استخفّ الناس بحرمكم.
فكانوا لا يخرجون من الحرم، ويقفون بالمزدلفة، فلمّا جاء الإسلام أنزل اللّٰه عزّوجلّ: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ يعني عرفة 1.