209
أدب الحجّ في المغرب العربي
نماذج من الرحلة الحجّية المعاصرة
في المغرب
د. سعيد بن سعيد العلوي
ملاحظات تمهيديّة:
1 - أفادنا اشتغالنا بأدب الرحلة عموماً، وبالرحلة في العالم العربي الإسلامي خصوصاً، أنّ الرحلة تنبئ عن صاحب الرحلة أكثر ممّا تخبر عن موضوع المشاهدة؛ ذلك أنّ الرحّالة، إذ يجتهد في تصوير البلاد والمناظر التي يرتحل إليها ويطلب تحقّق الإمتاع والمؤانسة بما ينقله إلى قارئه من غرائب وعجائب، فإنّه في ذلك كلّه لا ينفكّ من الحديث عن الذات تصريحاً وتضميناً، ولا يملك أن يخرج عن الإهاب الحضاري الذي يصدر عنه، ولا أن يبتعد عن الثقافة التي ينتمي إليها.
وبعبارة اُخرى إنّ الرحّالة يحمل معه، في سفره ومشاهداته، عالمه الذي ينتمي إليه، فهو حاضر وحضوره يقوى ويخفت بقدر ما يشعر بالغربة وبملاقاة الغريب عن أذواقه ولغته ودينه. وبالتالي فإنّ الحديث عن «الغريب والعجيب» يستدعي حضور «المألوف» ، أي المعتاد عند الذات، شخصاً عينيّاً وثقافة وحضارة. وعلىٰ سبيل المثال أبانت لنا قراءتنا لاُمم الرحلات وأغناها في ثقافتنا العربية الإسلامية،