159
رحلة جلال آل أحمد إلى الحج
عبد الجبار الرفاعي
في ختام يومياته التي دونها في رحلة الحج، يبوح جلال آل أحمد بهدفه، وما كان يفتش عنه في هذه الرحلة، فيقول فيما يشبه الاعتراف الجريء: «قد يعتبر ما سأقوله اعترافاً، أو اعتراضاً، أو زندقة أو أي شيء آخر، لكنني كنت أبحث في هذه الرحلة عن أخي، وكل إخوتي الآخرين، أكثر من بحثي عن اللّٰه، فاللّٰه موجود، في كل مكان، لمن يؤمن به» .
ربما يبدو مثل هذا الاعتراف مفارقة، تفزع أصحاب التجارب الروحية، والمرتاضين، والمتصوّفة من المسلمين، الذين يرتشفون في مناسك الحج أعبق أدعيتهم وأذكارهم، ومواجيدهم، ويتوقون إلىٰ بلوغ أقرب منازل السير إلى اللّٰه تعالىٰ، والاغتراف من مناهل التواصل معه.
غير أن جلال آل أحمد يترجم لنا فلسفة الحج، بلغة أخرىٰ، قد يحسبها البعض نوعاً من الشطحات، باعتبار جلال أتىٰ إلى الحج ليتعرف علىٰ أخيه المسلم، بل الإنسان، مما يعني أنه غير مكترث بما يعرفه باللّٰه، ويقربه إليه، لكن