129وهناك. أُشاهدُ وأقرأ حتّى أجد بقلبي موضع الرسول وأُقبّله.
وبما أنّي طويت العرض الجغرافي 47/22، والطول الجغرافي 58 / 38 لصحراء رابغ لأغادر إلى ميقات الجحفة في العرض الجغرافي 42 / 22 والطول الجغرافي 8 / 39، فإنّ أوّل سؤال طرق ذهني هو: هل إنّ المكان الفعلي للميقات هو في نفس المكان المشهور في التاريخ بالجحفة؟ فإن كان الجواب نعم، فما هو دليله، وإن لم يكن، فماهو مقدار المسافة بين المكانين؟
للوصول إلى جواب، طويت مسافة نحو جهة الشمال الشرقيّ لمسجد ميقات الجحفة حتّى أصل إلى تلّ يقع في برقاء القطيعاء، لأقوم بمشاهدة فيافي أطراف المنطقة، وعندما وصلت إلى رأس التلّ النصف صخري وشاهدت الأطراف، رأيت في الشمال الغربي بناءاً تاريخياً عظيماً مغموراً في الرمال.
وفي تلك اللحظة أيضاً رأيت البناء بقايا قصر وشبه قلعة أيضاً مرتفعة، تقع بالضبط في بداية وادي الحلق، تدهش كلّ ناظر بعظمتها الخافية الخامدة.
ورأيت أنّ موقع هذا البناء بالضبط في الحدّ الفاصل بين الحرّة الشرقية التي تسمّى (أبو برّة) والحرّة الجنوبية المشهورة ب (العزورية) ، في بداية المسير الذي يذهب إلى (الخرّار) ، وعندما أردت أن اُحدِّد الموقع الجغرافي لهذا (الحصن) أو حسب قول الناس في أطراف المنطقة: قصر عُليا، وصلت إلى أقرب عرض جغرافي 44/ 22 وطول جغرافي 7 / 39، وبالضبط في 16كم عن رابغ بجانب ساحل البحر الأحمر، و9 كم عن شرق الجادّة الساحليّة (المدينة - جدّة - مكّة) .
* خريطة الموقع الجغرافيّ لرابغ
ونظراً لحدوث تغيير في مسير (وادي مر) و (وادي الخانق) باتجاه (وادي