92وسلامتها، نعرض قليلاً لمعناها اللغوي و الاصطلاحي، وإلقاء ضوءٍ على قاعدة التقية ومرادها وأهميتها، وسعة دائرتها كما يذهب إلىٰ هذه السعة الإماميّة بالذات.
* * *
التقيّة لغةً:
التقيّة مصدر من اتقى يتقي؛ كما قال الفيروز آبادي: اتقيت الشيء، وتقيته أتقيه، وأتقيه تقًى وتقيّة وتقاء ككساء: حذرته. والاسم: التقوى، أصله: تقيا قلبوه؛ للفرق بين الاسم والصفة كخزياً وصدياً 1.
قال الجوهري: والتقاة: التقيّة، يقال: اتقى تقيّة وتقاة، مثل اتخم تخمة 2.
فيما قال الزبيدي: وقوله تعالى إلّاأن تتّقوا منهم تقاة يجوز أن يكون مصدراً، أو أن يكون جمعاً، والمصدر أجود؛ لأنّ في القراءة الأخرى منهم: تقيّة. التعليل للفارسي. كذا في المحكم، وفي التهذيب قرأ حميد تقيّة، وهو وجه، إلّاأنّ الأُولى أشهر 3. هكذا عن ابن منظور في اللسان 4.
قال أبو البقاء العكبري: وأصل تقاة: وقية، فأبدلت الواو تاءً لانضمامها ضمّاً لازماً، مثل نحاة، وأبدلت الياء ألفاً لتحرّكها، وانفتاح ما قبلها، وانتصابها على الحال، ويقرأ: تقيّة ووزنها: فعيلة، والياء بدل من الواو أيضاً 5.
التقية اصطلاحاً:
وأمّا في الاصطلاح فللفقهاء عبارات مختلفة في تعاريفها، تتقارب مضامينها.