83أضلّ سبيلاً، واُخرى يصعد إلى أعلى عليين، ويرتقي إلى عالم الملائكة المقرّبين، ومن لم يعرف قلبه ليراقبه ويراعيه، ويترصّد ما يلوح من خزائن الملكوت عليه وفيه ومنه، فهو ممّن قال اللّٰه تعالى فيه: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ 1. فمعرفة القلب وحقيقة أوصافه أصل الدين وأساس السالكين، فلا تغفل
فلابدّ للمؤمن أن يخلص في نواياه وأعماله وحركاته وسكناته، حتى يلقى اللّٰه وليس في قلبه سواه وذلك هو القلب السليم، الذي ينفع في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
الإخلاص في الحجّ:
بعد هذه الكلمة الموجزة لأهمية الإخلاص في أعمالنا وعباداتنا، نأتي لنبيّن أهمية الإخلاص في فريضة الحج بشكل موجز، فالحاج سواء أكان مؤمناً أم مؤمنةً لابدّ له من الإخلاص في مناسكه وحجه وعمرته. . . فإن الحجّ من فروع الدين ومن العبادات وشرطها الأوّل النيّة الخالصة متقرّباً إلى اللّٰه سبحانه وتعالى.
الحجّ من العبادات الدينية والسياسيّة والاجتماعية ذات المفاهيم القيّمة، روحياً وبدنيّاً، فرديّاً واجتماعياً، في جميع جوانب الحياة مع العبادة والاقتصاد والسياسة والثقافة والحضارة والاُخوّة الإسلامية وغير ذلك.
ويكفي في شرافة الحجّ ومقامه الشامخ في الدين الإسلامي الحنيف، أنّه أحد الأركان التي بُني عليها الإسلام، فهو من الاُسس الأوّلية التي يعلو عليها الإسلام العظيم، وتتجلّى فيه روح المحبّة والاُخوّة والصفاء وحكومة الروحانيات على الماديّات، وكل مسلم متحمّس لدينه يرى في حجّه وعمرته، أنّ الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، وأنّ هذا الدين القيّم لو تمسك به أهله حقّ التمسّك وطبّقوه في كل زوايا