80
في أسرع من ذلك» 1.
هذا في الإخلاص الذي هو من جنود العقل، ويقابله الرياء، الذي هو من جنود الجهل، وقد قال اللّٰه تعالى في محكم كتابه ومبرم خطابه: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ 2.
قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله « لابن مسعود: يابن مسعود إيّاك وأن تظهر من نفسك الخشوع والتواضع للآدميين. وأنت فيما بينك وبين ربّك مصرّ على المعاصي والذنوب، يقول اللّٰه تعالى: يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور» .
وقال: « أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة من يرى الناس أنّ فيه خيراً ولا خير فيه» 3.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: « المرآئي ظاهره جميل وباطنه عليل» .
وقال الإمام الصادق عليه السلام: « إيّاك والرياء فإنّه من عمل لغير اللّٰه وكّله اللّٰه إلى من عمل له» .
وعن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: إنّ الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجاً به، فإذا صعد بحسناته يقول اللّٰه عزّوجل: اجعلوها في سجّين إنّه ليس إياي أراد به.
وفي حديث آخر: تصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجاً به، فيطأُون الحجب كلّها حتى يقوموا بين يدي اللّٰه فيشهدوا له بعمل صالح ودعاء فيقول اللّٰه تعالى: أنتم حفظة عمل عبدي، وأنا رقيب على ما في نفسه، إنّه لم يردني بهذا العمل عليه لعنتي.
وقال صلى الله عليه و آله: « إنّ المرائي يُنادىٰ يوم القيامة: يا فاجر يا غادر يا مرائي، ضلّ عملك وبطل أجرك، اذهب فخذ أجرك ممّن كنت تعمل له» .