79أقوال المشايخ فيها -: الأقاويل في هذا كثيرة ولا فائدة في تكثير النقل بعد انكشاف الحقيقة، وإنّما البيان الشافي بيان سيّد الأوّلين والآخرين، إذا سُئل عن الإخلاص فقال: (هو أن يقول ربّي اللّٰه ثم يستقيم كما امرت) أي لا تعبد هواك ونفسك، ولا تعبد إلاّ ربّك وتستقيم في عبادته كما أمرك - إياك نعبد وإيّاك نستعين - وهذه إشارة إلى قطع كلّ ما سوى اللّٰه عزّوجل من مجرى النظر وهو الإخلاص حقّاً.
ثمّ من آثار الإخلاص في حياتنا الفرديّة والاجتماعيّة، وفي العلميّة والعمليّة، هو تفجّر ينابيع الحكمة وجريانها من قلب الُمخلص على لسانه.
وقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: « قال اللّٰه عزّوجل: لا أطلّع على قلب عبد فأعلم منه حبّ الإخلاص لطاعتي لوجهي وابتغاء مرضاتي إلّاتوليت تقويمه وسياسته» .
وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: « غاية الإخلاص الخلاص. والُمخلص حريّ بالإجابة، وعند تحقّق الإخلاص تستنير البصائر، وبالإخلاص تُرفع الأعمال، وفي إخلاص النيّات نجاح الاُمور، ومن أخلص بلغ الآمال، أخلص تنل» .
حريّ أن نكتب هذه الكلمات بأقلام من نور على وجنات الحور، فما أروع قوله عليه السلام: أخلص تنل . كلمتان فقط، ولكن فيها ما فيها من الأسرار والحِكَم والحقائق، فإنّ الإنسان إنّما ينال ما ينال بالإخلاص.
وقال الإمام الصادق عليه السلام: « إنّ المؤمن ليخشع له كلّ شيء، ويهابه كلّ شيء، ثمّ قال: إذا كان مخلصاً للّٰهأخاف اللّٰه منه كلّ شيء حتى هوام الأرض وسباعها وطير السماء» .
ثمّ يا هذا هل بعد الإخلاص من مقصود ومنشود؟
وقد قال الإمام الباقر عليه السلام: « ما بين الحقّ والباطل إلّاقلّة العقل - أي من يختار الباطل فهذا من قلّة عقله - قيل وكيف ذلك ياابن رسول اللّٰه؟ قال: إنّ العبد يعمل الذي هو للّٰهرضىً فيريد به غير اللّٰه، فلو أنّه أخلص للّٰه، لجاءَه الذي يريد