240وليس للقبائل دور فيها، فهي لم تسكن الحرم والأماكن الواقعة على حدوده إلّا بعد وضع أعلام الحرم بزمن طويل. إذ هي قبائل رُحَّل، ولا علاقة لها بتحديد الحدود، نعمكان لها دور فيتجديد هذه الأعلام وترميمها. هذاجواب السؤال الأوّل.
وأمّا الجواب عن السؤال الثاني، فإنّ المداخل التي تحدق بها الجبال الشامخة وتضيق مداخلها، يكون حدّها قريباً إلى الكعبة مثل التنعيم فهي منطقة أكثر جبالها متصلة بعضها ببعض وشاهقة في الارتفاع فهي أقرب المداخل ولا يزيد اتساعه عن 900 م، فيما تكون منطقة الأعشاش الواقعة على طريق جدّة وتُسمى بالحديبية أو الشميسي أبعد حدود الحرم من الكعبة. فالحد يبعد فيها عن الكعبة بحوالى عشرين كيلومتراً، . . . وهكذا فكلّما ضاق المدخل قرب الحدّ، وكلّما اتسع المدخل بعد الحد تمشياً مع مظاهر السطح. هذا وأنّ حدود الحرم توقيفية، والأمر فيها للّٰهتعالى وحده وليس للاجتهاد نصيب فيه.
هذا وقد سكنت القبائل بالقرب من حدود الحرم:
الحدّ الشرقي: مساكن قبائل قريش.
الحدّ الغربي: مساكن قبائل لحيان.
الحدّ الشمالي: مساكن قبائل لحيان، ونزلت عليهم في بعض المواقع الآن قبائل حرب.
الحدّ الجنوبي: مساكن قبائل خزاعة.
واستفيد من هذه القبائل في إعادة بناء وترميم وتجديد أعلام الحرم الواقعة في جهتها؛ لسابق معرفتهم بوضع الأعلام وأماكنها.
ومن واقع دراسته الميدانية تبيّن للدكتور ابن دهيش أنّ الأعلام المحيطة بالحرم تبلغ 934 علماً على مداخل مكّة أو على جبالها، فهي تحيط بالحرم المكّي إحاطة تامّة، أقامها أسلافنا على هذه الجبال، أكثر من ثلثها كان مبنياً قائماً، وبعضها الآخر كان متهدماً، وأثر النورة لاصق بأحجارها أو يتخللها.