198باكياً من يومئذ» 1.
وكان الخلفاء الأُمويون يحجّون، فيخطبون يوم السابع من ذي الحجّة، ففي أول حجّة حجّها الخليفة عبدالملك بن مروان (65 - 85 ه) في خلافته سنة 75 ه خطب في المسلمين في اليوم السابع من ذي الحجّة، وكان المسلمون قد أشكل عليهم الهلال لشهر ذي الحجة. يروي الفاكهي في أخبار مكّة، أنّ الخليفة عبدالملك خطب فحمد اللّٰه تعالى وأثنىٰ عليه ثمّ قال:
« أيُّها الناس، إنّ اللّٰه - عزّوجل - جعل أمر الأُمم من غيركم إلى أنفسهم يدبرون الأوان، ويقيمون الزمان، فيصرفون أعيادهم أنى شاءوا بظن وحسبان، ألا وإنَّ اللّٰه - عزّوجل - ملك عليكم أمركم، فجعل الأهلّة مواقيت الناس، ألا وإنَّ اللّٰه - عزّوجل - أخفى عليكم هذا ليبتليكم. . .» 2.
وكان الولاة الأُمويون عندما يحجّون يخطبون في أهل مكّة، يقسمون المال عليهم وقت الضيق والحاجة، وإن لم يجدوا مالاً يستدينون من الحُجّاج. يروي الفاكهي، أنّ الحجّاج بن يوسف الثقفي - عامل بني أُمية - خطب عندما قدم إلى مكّة المُكرّمة وهو والي الحج فقال في خطبته:
« يا أهل مكّة، إنّا قد أرملنا، ولكني سأبعث إليكم - إن شاء اللّٰه - فأنظرونا.
فقام رجل فقال: لا أنظر اللّٰه من أنظرك، ولا عذر من عذرك، أمير العراقيين، وابن عظيم القريتين، ويقول: انظروني! ! قال: فقال الحجّاج: صدقت، لا عَذَرَ اللّٰه من عذرني، وما أنظر من نظرني، ثمّ نزل، فتسلّف من وجوه اهل العراق ممن وافى الحجّ أربعين منهم، فجمع مالاً فقسّمه على أهل مكّة» 3.