197المسلمين مناسكهم 1.
الحج في النثر الإسلامي في العصر الأُموي:
كان الولاة والخلفاء يقومون بالخطبة يوم التروية ويوم عرفة في العصر الأموي (41 - 132 ه) . فعندما حجّ عتبة بن أبي سفيان بالناس سنة 41 ه، خطب بعرفة فقال:
« أمّا بعد، أيُّها الناس فقد ولّيت هذا الأمر الذي يُضاعف اللّٰه فيه للمُحسن الأجر، وعلى المسيء فيه الوزر، ونحن على طريقة قصدنا، فأقبلوا العافية فينا ما قبلناها منكم، وأنا أسأل اللّٰه - تعالى - أن يعين كُلاّ على كلّ» 2.
وعندما سيطر عبداللّٰه بن الزبير على مكّة المُكرّمة (64 - 73 ه) ، كان يخطب في الناس يوم السابع من ذي الحجّة يعلّمهم المناسك 3.
يروي أبو نعيم الأصبهاني في كتابه حلية الأولياء عن محمّد بن عبداللّٰه الثقفي قوله:
« شهدت خطبة ابن الزبير بالموسم، خرج علينا قبل التروية بيوم وهو محرم، فلبّى بأحسن تلبية سمعتها قط، ثمّ حمد اللّٰه وأثنىٰ عليه ثمّ قال:
أمّا بعد فإنّكم جئتم من آفاق شتّى وفوداً إلى اللّٰه عزّوجل، فحقّ على اللّٰه أن يكرم وفده. فمن كان جاء يطلب ما عند اللّٰه فإنّ طالب اللّٰه لا يخيب، فصدقوا قولكم بفعل، فإنّ ملاك القول الفعل، والنيّة النيّة القلوب القلوب، اللّٰه اللّٰه في أيامكم هذه، فإنّها أيام تُغفر فيها الذنوب. جئتم من آفاق شتّى في غير تجارة ولا طلب مال ولا دنيا، ترجون ما هنا. ثمّ لبّى ولبّى الناس، فما رأيت يوماً قط كان أكثر