180والجدير بالذكر، أن شعر الحج في عصر النبوّة والراشدين يختلف عن شعر الحج في العصر الاُموي. حيث ظهر في العصر الاُموي الشعر الذي يتغنّى بالحاجات، والذي سجّلته كتب التاريخ والأدب.
الحج في الشعر الإسلامي في عصر النبوّة والراشدين:
كان الشعر في عصر الرسول صلى الله عليه و آله ينصبّ على الدفاع عن الرسول صلى الله عليه و آله ودعوة الإسلام، والردّ على مشركي قريش وشعرائهم. ولكن الحج ومشاهده مع ذلك ورد في شعر ذلك العصر بالرغم من أنّ المشركين كانوا يتولون الحج إلى العام التاسع من الهجرة (631 م) ، وهي أوّل حجّة في الإسلام، وقد أناب الرسول صلى الله عليه و آله أبا بكر أولاً ثمّ أرسل مكانه عليّ بن أبي طالب؛ ليقرأ عليهم سورة براءة 1، التي يتبرأ فيها الرسول صلى الله عليه و آله ممن يحجّ من المُشركين بعد هذا العام إلى مكّة.
وبعد هجرة الرسول صلى الله عليه و آله واستقراره بالمدينة وظهور الدين الإسلامي، يذكر الشاعر أبو قيس صِرْمة في قصيدة له ما خصّ اللّٰه سبحانه وتعالى أهل يثرب وأكرمهم بنزول الرسول صلى الله عليه و آله عليهم، فيقول:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة
وخلال غزوات الرسول صلى الله عليه و آله لنشر الإسلام وتدعيم الدعوة الإسلامية والحفاظ على سيادتها في الجزيرة العربية، تناول بعض الشعراء انتصارات الرسول صلى الله عليه و آله شعراً، وذكروا فيه معاني ومشاهد عن الحج. فهذا الشاعر حسّان بن