174
وبالمشعر الأقصى [ المزدلفة ] والمنازل من منى
وذكر الشُعراء الجاهليون الحج في أشعارهم، وذلك لقدومهم لمكّة، ولارتيادهم مناطق الحجّ حيث المُلتقى الأدبي في عكاظ وغيره من أسواق العرب، وكانت الآمال تداعب مشاهيرهم؛ ليأخذ شعرهم طريقه إلى جوف الكعبة ويصبح من المعلقات.
ومن الشُعراء الجاهليين الذين عنوا بذكر الحج وما يتّصل به من مشاهد، الشاعر الجاهلي النابغة الذبياني، وينسب إلى قبيلة ذُبيان الغطفانية القيسية، وتسكن شرق الجزيرة العربية. فهو في قصيدة له يعتذر للنعمان بن المُنذر ويستعطفه حالفاً بمن أمن الطير في الحرم تمرّ به ركبان مكّة:
والمؤمين العائذات السير تمسحها
رُكبان مكّة بين الغيل والسعد 2
وهو يكرر هذا الحلف في اعتذاره أيضاً للنعمان بن المُنذر، وهي من بديع اعتذاراته حيث يقول:
حلفتُ فلم أترك لنفسك ريبة