173وعند ظهور دعوة الرسول صلى الله عليه و آله، خاف عمّه أبو طالب أن تلحق قريش والعرب به وبقومه الأذى، فقال قصيدته التي تعوّذ فيها بحُرمة مكّة، رافضاً أن يسلّم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله حتى يهلك دونه، ولعلّ هذه القصيدة أجمع قصيدة في العصر الجاهلي ضمت ذكر مشاعر مكّة قبل الإسلام وهي القصيدة اللاميّة الطويلة التي أوردها ابن هشام في السيرة النبويّة، واحتوت على ذكر البيت والحجر الأسود والصفا والمروة وحجّاج البيت والمشاعر، كعرفة والمزدلفة ومنى والجمرة الكُبرى.
ومن أبياتها ما يلي:
ولمّا رأيت القوم لأود فيهم
وقد قطعوا كلّ العُرى والوسائل
ثمّ يأخذ في تعداد معالم مكّة ومشاعرها متعوذاً بربّ الناس قائلاً:
أعوذ بربّ الناس من كلّ طاعن