171
الحج في الشعر الجاهلي:
كان للحج وما يتّصل به من مشاعر، ومواطن، ومعان، مكانة رفيعة في شعر قريش، فهي إنّما تصدر في ذلك عن طبيعة بيئتها، فلقد كان في مكّة البيت الحرام، والمشاعر المقدّسة، ولقريش تبعة حماية الكعبة وحرماتها والسقاية والرفادة، وكان كلّ ذلك مصدر اعتزاز قريش.
وكانت قريش في أشعارها تفتخر بمكانتها من البيت وتعتزّ بحمايته وخدمته، وكذلك فعلت قبيلة جرهم من قبل، التي تحسّرت حينما فقدت هذه المكانة، يقول شاعرهم فضاض بن عمرو بن الحارث الجُرهمي:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
وكنّا ولاة البيت من بعد نابت
والواقع أنّ شعر قريش قد خلّد مسميات الأماكن المقدسة، في المشاعر المقدسة وبعض الأماكن والمنازل، مما يحيط بمكّة المُكرّمة أو يقرب منها، كما خلّد الشُعراء الآخرون المنازل التي تقع في طريق الحج وتتصل به.
ففي المشاعر المقدّسة كان صفوان بن جناب بن شجنة بن عطارد بن سعد بن