15واليماني والعراقي يحرمان من محاذاة يلملم؛ لأنّه أوّل ميقات يحاذيانه.
وصادف أنّه أقرب إلى مكّة من الجحفة والشجرة.
وقال أيضاً فيما كتبه إلينا بالتاريخ المتقدّم ما نصّه: وقلت دام فضلك وذكرت للمحاذاة معنيين استظهرت ثانيهما.
الأوّل: الوقوع على دائرة عرض الشجرة، ولم يتّضح لي معناه.
الثاني: الوقوع على دائرة تمرُّ بالشجرة مركزها مكّة. مع أنّ المحاذاة المفهومة من صحيحة ابن سنان أن يكون بينه وبين مكّة بقدر ما بين الميقات ومكّة حال كون الميقات عن يمينه أو شماله، لا ما إذا كان مقابل وجهه مثلاً. فيخرج الواقع على بعض خطوط تلك الدائرة عن المحاذاة.
فأعرض لحضرتك: أمّا قولي: - الوقوع على دائرة عرض الشجرة - فمرادي منه الدائرة التي يكون بُعدها عن خط الاستواء ما يقرب من 25 درجة، كبُعد الشجرة، وهو الذي يُسمّى عرض البلد، وعلى هذا يوجبون الإحرام عند مقابلة يلملم في البحر، وإن كان بينه وبين الثانية التي سأذكرها نحو 150 ميلاً.
وأمّا قولي: - على دائرة تمرُّ بالشجرة ومركزها مكّة - فهو عين ما تقوله وتختاره في معنى المحاذاة مفهوماً ومصداقاً، ولم أدرِ ما هو المنشأ في قولك: «لا ما إذا كان الخ» ؟ «انتهى» .
ونقول: المحاذاة أمر عُرفي، يكفي فيها صدق المحاذاة العرفية، التي أمرها واسع جدّاً بملاحظة جعلها على ستّة أميال من المدينة لمن دخل البيداء من غير تقييد بمكان منها، ممّا يشمل طرفها الغربي والشرقي ووسطها.
وبناء الأميال على التقريب لا التحقيق الذي لايتيسّر للحاج غالباً؛ فبناؤها على خطّ الاستواء والدرجات وعرض البلد والدائرة هو إن صحّ، تكلّف لما لا يلزم.
وأمّا قولنا: «لا ما إذا كان مقابل وجهه» فقد علم معناه، ممّا مرّ في كلامنا.