103فائدة تذكر تعود عليه أو على عقائده أو على من هم من أتباعه ومريديه.
وواضح هنا أنّ دفع الضرر وبالتالي حفظ النفس. . . أهم بكثير من إظهار المبدا وإن كان حقّاً؛ فتقديم الأهم على المهم حكم عقلي لاريب فيه.
ولا تغيب عن أذهاننا القاعدة الأخرىٰ وهي: (الضرورات تبيح المحظورات) ، وخير مصداق لها هو ما نحن فيه، وهل هناك ضرورة أعظم من درء الفتن عن الأمّة، وحفظ كيانها من التمزّق والضياع، وممّا لا يعود عليها إلّابالضرر ونفع الأعداء؟ ! وأي خطورة أعظم من ذلك كلّه؟ !
رابعا: أقوال الفقهاء من الفريقين:
فأما فقهاء الإمامية، فقد اتفقت آراؤهم على مشروعيتها تبعاً للكتاب والسنة وروايات أهل البيت عليهم السلام. . . ، وقد عرفوا بها وكثرت بحوثهم حول التقية وأدلتها وأحكامها وسعة دائرتها، والدفاع عنها بقوة، فلا نطيل الكلام بذكر أقوالهم، وقد ذكر بعض منها في مطاوي البحث.
أقوال علماء أهل السنّة في التقيّة:
نستعرض أقوال جمع من علمائهم و مفسّريهم؛ لتطّلع عليها، و تستخرج دلالاتها بنفسك، وستجد أنّه ليس هناك فروق بين ما يقولونه وما يقوله علماء الإمامية.
قال القرطبي المتوفّى سنة 275 في جامع البيان، في تفسير قوله تعالى: إلّاأن تتّقوا منهم تقاةً :
وقيل: إنّ المؤمن إذا كان قائماً بين الكفّار، فله أن يداريهم باللسان إذا كان خائفاً على نفسه، وقلبه مطمئن بالايمان، والتقيّة لا تحلّ إلّامع خوف القتل أو القطع أو الإيذاء العظيم 1.