58الخلق، وسعة الصدر، وحبّه للرأي الآخر، وتقبّله للنقد، وبعده عن الطائفيّة والعصبيّة «دعوها فإنّها منتنة» هكذا عبّر عنها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله حينما كان يربّي أصحابه، ويحذّرهم من العادات الجاهلية وقذاراتها. .
لهذا نرى الرجل في لقاءاته على كثرتها منفتحاً على الآخرين، يسمع لهم، ويجيبهم، بعيداً عن التوتّر والتعالي. .
إنّ ما يتمتّع به الدكتور بن دهيش من صفات جعلت منه رجلاً يقبل عليه الآخرون بكلّ شوق وحبّ واحترام، كما راح يقدّم كلّ ما عنده من معرفة وعطاء لا يبخل بشيء منَّ اللّٰه به عليه. . حقّاً أنّها زكاة العلم، وما أعظمها من فضيلة أن يتّصف بها طلبة العلم والمعرفة!
وقد هيّأته هذه الخصال العلمية والأخلاقية لأن يدرج اسمه مع كبار المؤرِّخين والمؤلِّفين، خاصّة الذين حظيت أقلامهم بشرف الكتابة عن الحرم المكّي وتحقيق بعض ما ألّف بخصوصه.
ابن دهيش نسباً واُسرةً
وجدير بنا ونحن نقرأ هذا الأثر القيّم أن نعرج علىٰ مؤلّفه، لنلقي نظرة عليه أسرةً وعلماً وأنشطةً.
إذن تعالوا لنقرأ معاً ما ذكر عن أسرته موطناً ونشأةً؛ قديماً وحديثاً وعن مؤلّفاته وأنشطته والوظائف التي تقلّدها. فهو: معالي الدكتور عبد الملك ابن عبداللّٰه بن عمر بن دهيش، من مواليد مدينة حائل، التي تقع في شمال المملكة العربية السعودية.
فقد كان موطن هذه الاُسرة قديماً يقع بجبلي أجا وسلمى، ويعرفان الآن ب (حائل) ، وقد انتقل مؤسّسها عبداللّٰه الشمري إلى منطقة سدير سنة 820ه.
وفي هذه السنة عمرت بلدة المجمعة المعروفة، عمّرها عبداللّٰه الشمري،