229ذلك (91ب) في النصف من شهر شعبان المعظّم قدره، سنة ستّ وأربعين وتسعمائة، فكان مدّة الإقامة بالبناء بسور المدينة سبع سنوات ونصف سنة، بما في ذلك من تخلّل البطالات 1المذكورة.
وفي هذا التاريخ تمّ بناء جميع سور المدينة المذكور، بما فيه الأبواب والأبراج من التجاويف نحو أربعين ألف ذراعاً [ ذراع ] ، وبدون التجاويف المذكورة ثلاثة آلاف وأربعمائة واثنين وثمانين ذراعاً بذراع العمل.
وفي آخر الشهر المذكور توجّه كلّ من الأمين مصطفى المذكور، والزيني رمضان چلبي الكاتب المذكور إلى الأبواب العالية 2، وسمعت من الأمين المذكور أنّ المصروف بسبب بناء السور المذكور علىٰ من تقدّم ذكرهم من العسكر والبنائين وغيرهم، من الغلال كالقمح والشعير والفول، نحو خمسة عشر ألف أردبا 3، والمصروف من الذهب السليماني 4الجديد الوازن نحو مائة ألف ديناراً [ دينار ] ذهباً.
وكان المعزّ الكريم العالي، ذو الخصايل الحميدة، والآراء السديدة الزيني محمود چلبي، شيخ الحرم الشريف النبويّ وناظره، أعزّه اللّٰه تعالىٰ وأدام أيّامه، توجّه إلى الأبواب العاليّة السلطانية، فكان ممّا عرضه علىٰ مولانا السلطان الأعظم والخاقان الأكرم 5، احتياج المسجد الشريف النبوي إلىٰ بناء وترميم جدرانه، وهدم المنارة المسمّاة بالسنجاريّة 6، وغير ذلك من المشاهد والآثار.