228المحروسة، فوجد مولانا الباشا سليمان المذكور قد اعتد إليها، وكان قد صرف خسرو باشا، ثمّ إنّ الباشا سليمان دفع للأمين المذكور ما تحتاج إليه العمارة الشريفة من الأموال، وأمر نائب جِدّة المعمورة بأن يدفع له جميع ما يحتاج إليه من الأموال، وجهّز من البحر غِلالاً كثيرة، وعيّن صحبته كاتباً على العمارة الشريفة؛ وهو الجناب العالي الزيني رمضان چلبي، ووصلا جميعاً إلى المدينة المنوّرة سنة أربع وأربعين وتسعمائة، ووصل أيضاً في هذا العام من البحر عسكراً معيناً [ عسكر معين ] بسبب الإقامة بالقلعة 1التي بالمدينة المنوّرة، وهو نحو ستّون [ ستّين ] نفراً رماة بالبندق، وجعل عليهم باش 2، ويسمىٰ دزدار، فوصلوا إلى المدينة المنوّرة، وكانت القلعة حينئذ لم يشرع في بنائها.
ثمّ إنّ الأمين مصطفىٰ چلبي المذكور أتمّ باقي السور، وباب البقيع، وهدم القلعة القديمة، وكانت مبنيّة علىٰ هيئة القاعة من غير أبراج، ثمّ إنّ الأمين المذكور غيّرها، وأحكم بناءها وشيّد أبراجها، وأحدث لها جداراً وباباً من داخل المدينة المنوّرة، وجعل البناء محيطاً بها، وجعل بيوتاً للعسكر في داخلها، وجعل بيتاً لنائب القلعة على الجبل الذي هناك في محلّ القلعة، وذرع داير 3القلعة من الباب الشامي الكبير إلى الباب الصغير خمسمائة وثمانية عشر ذراعاً وذرع الجدار الشرقي لها من داخل المدينة المنوّرة مائة واحد وستون ذراعاً، وذلك بذراع العمل.
واستمرّ في بناء ذلك، وتكميل ما بقي من سور المدينة المنوّرة، إلىٰ أن تمّ جميع