21927 - باب علّة جعل السعي بين الصفا والمروة
1 - عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبداللّٰه، قال: إنّ إبراهيم عليه السلام لمّا خلّف إسماعيل بمكّة عطش الصبيّ، وكان فيما بين الصفا والمروة شجر، فخرجت اُمّه حتّى قامت على الصفا، فقالت: هل بالوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد.
فمضت حتّى انتهت إلى المروة فقال: هل بالوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد، ثمّ رجعت إلى الصفا فقالت كذلك حتّى صنعت ذلك سبعاً فأجرى اللّٰه ذلك سنّة، فأتاها جبرئيل عليه السلام فقال لها: من أنت؟
فقالت: أنا اُمّ ولد إبراهيم.
فقال: إلى من وكّلكم؟
فقالت: أمّا إذا قلت ذلك فقد قلت له حيث أراد الذهاب: يا إبراهيم، إلى من تكلنا؟
فقال: إلى اللّٰه تعالى.
فقال جبرئيل: لقد وكّلكم إلى كاف. قال: وكان الناس يتجنّبون الممرّ بمكّة لمكان الماء، ففحص الصبيّ برجله فنبعت زمزم، ورجعت من المروة إلى الصبيّ وقد نبع الماء فأقبلت تجمع التراب حوله مخافة أن يسيح الماء ولو تركته لكان سيحاً.
قال: فلمّا رأت الطير الماء حلّقت 1عليه قال: فمرّ ركب من اليمن فلمّا رأوا الطير حلّقت عليه قالوا: ما حلّقت إلّاعلى ماء، فأتوهم ليستقونهم فسقوهم من الماء، وأطعموا الركب من الطعام، وأجرى اللّٰه تعالى لهم بذلك رزقاً، فكانت الركب تمرّ بمكّة فيطعمونهم من الطعام، ويسقونهم من الماء 2.
2 - عن الحسين بن أحمد الحلبيّ، عن أبيه، عن رجل، عن أبي عبداللّٰه عليه السلام،