218تعالى إلى جوهر الحجر درّة بيضاء صافية تضيء، فحمله آدم على عاتقه 1إجلالاً له وتعظيماً، فكان إذا أعيى حمله عنه جبرئيل عليه السلام حتّى وافى به مكّة، فما زال يأنس به بمكّة ويجدّد الإقرار له كلّ يوم وليلة، ثمّ إنّ اللّٰه تعالى لمّا أهبط جبرئيل إلى أرضه وبنى الكعبة هبط إلى ذلك المكان بين الركن والباب 2، وفي ذلك المكان تراءى لآدم حين أخذ الميثاق، وفي ذلك الموضع ألقم الملك الميثاق، فلتلك العلّة وضع في ذلك الركن ونحّى آدم من مكان البيت إلى الصفا وحوّاء إلى المروة، فأخذ اللّٰه الحجر فوضعه بيده 3في ذلك الركن، فلمّا أن نظر آدم من الصفا وقد وضع الحجر في الركن كبّر اللّٰه 4وهلّله ومجّده، فلذلك جرت السنّة بالتكبير في استقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا، وإنّ اللّٰه عزّوجلّ أودعه العهد والميثاق وألقمه إيّاه دون غيره من الملائكة؛ لأنّ اللّٰه تعالى لمّا أخذ الميثاق له بالربوبيّة، ولمحمّد بالنبوّة، ولعلّي عليه السلام بالوصيّة اصطكّت 5فرائص الملائكة، وأوّل من أسرع إلى الإقرار بذلك الملك ولم يكن فيهم أشدّ حبّاً لمحمّدٍ وآل محمّد منه، فلذلك اختاره اللّٰه تعالى من بينهم، وألقمه الميثاق، فهو يجيء يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة ليشهد لكلّ من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق 6.