212اللّٰه عزّوجلّ فالتقم الميثاق من الخلق كلّهم، فذلك قوله تعالى:
وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِيالسَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ 1فلمّا أسكن اللّٰه تعالى آدم الجنّة وعصى أهبط اللّٰه تعالى الحجر فجعله في ركن بيته وأهبط آدم على الصفا فمكث ما شاء اللّٰه، ثمّ رآه في البيت فعرفه وعرف ميثاقه وذكره، فجاء إليه مسرعاً فأكبّ عليه، وبكى عليه أربعين صباحاً تائباً من خطيئته ونادماً على نقضه ميثاقه.
قال: فمن أجل ذلك اُمرتم أن تقولوا إذا استلمتم الحجر: أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة يوم القيامة 2.
7 - عن عبداللّٰه بن أبي يعفور، عن أبي عبداللّٰه عليه السلام، قال: إنّ الأرواح جنود مجنّدة، فما تعارف منها في الميثاق ائتلف هاهنا، وما تناكر منها في الميثاق هو في هذا الحجر الأسود، أما واللّٰه إنّ له لعينين واُذنين وفماً ولساناً ذلقاً، ولقد كان أشدّ بياضاً من اللبن، ولكنّ المجرمين يستلمونه والمنافقين فبلغ كمثل ما ترون 3.
8 - عن علي بن حسّان الواسطي، عن عمّه عبد الرحمان بن كثير الهاشمي، عن أبي عبداللّٰه عليه السلام، قال: مرّ عمر بن الخطّاب على الحجر الأسود، فقال: واللّٰه يا حجر، إنّا لنعلم أنّك حجر لا تضرّ ولا تنفع، إلّاأنّا رأينا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يحبّك فنحن نحبّك.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: كيف يابن الخطّاب، فواللّٰه ليبعثنّه اللّٰه يوم القيامة وله لسان وشفتان، فيشهد لمن وافاه، وهو يمين اللّٰه عزّوجلّ في أرضه يبايع بها خلقه.
فقال عمر: لا أبقانا اللّٰه في بلد لا يكون فيه عليّ بن أبي طالب 4.