162سيول الهضب الآتي ذكره، والذي يبعد من هنا قرابة تسعين كيلاً.
القرى الرئيسيّة في خيبر:
تتكوّن خيبر من قرى عديدة أهمّها: الشُّريْف، وقد تقدّم الحديث عنها، ثمّ أبو وشيع، ومكيدة وزَبَرَان، والعين، والعِشَاش، وسيأتي الحديث عنها.
ونظراً لافتراق أودية خيبر في رؤوسها، واجتماعها في مصابّها، فقد أطلقنا عليها اسم:
التاج الخيبري
إذا ألقيت نظرة على أودية خيبر ألفيتها تشبه التاج في تكوينها، فوادي الغرس - كما تقدّم - يأتي من الجنوب متّجهاً شمالاً ثمّ يعدل إلى الغرب، ووادي الزهيراء يأتي من الشمال متّجهاً جنوباً، ثمّ يعدل غرباً وهما يكوّنان طرفي التاج، وواديا الصوير وأبي وشيع يسيران في الوسط فيشبهان رأس التاج، ثمّ وادي السلمة ووادي المضاويح وهما كالضلعين القصيرين في التاج، ثمّ تجتمع هذه الأودية جميعها في المجامع كقاعدة التاج.
سكّان خيبر:
كأيّ بلدة عريقة لها ضواحي كثيرة يكون سكّانها مزيجاً من الحضر والبدو، فالسكّان الذين لهم الاسم والشهرة هما قبيلتا عنزة وبني رشيد، فالأولى تمتلك جلّ نخيل خيبر وتمتدّ ديارها من جنوب خيبر إلى الجناب فتيماء ثمّ مشرقة إلى قرب حائل، والثانية تمتدّ ديارها من شمال المدينة شاملة جلّ الحرار حيث لها الصلصلة والبحرة ومارّة شرق نخيل خيبر إلى جبل جرس ثمّ شمالاً شرقياً إلى حرّة ضرغط، مائلة شرقاً على فروع وادي الرمة، ولها هناك الحائط والحويط والحليفة. أمّا السكّان الحضر في قرى خيبر فجلّهم من السود المولدين.
وإليهم العناية بتلك النخيل كالتأبير والسقي والجداد، فصاروا بيوتاً لها أسماء وأنساب، وأصبحوا يشاركون الملّاك في المزارع على نظام المعامر