145واجباً، عن ابن عبّاس والحسن 1.
فيما قال الحسن البصري وفريق معه في أنّ من ترك الحجّ وهو قادر عليه فهو كافر 2.
وللفخر الرازي تفصيل لطيف بهذا الخصوص، فيقول بعد أن يذكر الآية:
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِىٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ :
وفيه مسائل:
المسألة الأولى: في هذه الآية قولان:
أحدهما: أنّها كلام مستقلّ بنفسه، ووعيد عام في حقّ كلّ من كفر باللّٰه، ولا تعلّق له بما قبله.
القول الثاني: أنّه متعلّق بما قبله، والقائلون بهذا القول:
منهم: من حمله على تارك الحجّ.
ومنهم: من حمله على من لم يعتقد وجوب الحجّ.
أمّا الذين حملوه على تارك الحج، فقد عوّلوا فيه على ظاهر الآية. فإنّه لمّا تقدّم الأمر بالحجّ، ثمّ أتبعه بقوله: ومن كفر فُهم منه أنّ هذا الكفر ليس إلّاترك ما تقدّم الأمر به، ثمّ إنّهم أكّدوا هذا الوجه بالأخبار.
روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: «من مات ولم يحج، فليمت إن شاء يهوديّاً، وإن شاء نصرانيّاً» .
وعن أبي أمامة قال: قال النبيّ صلى الله عليه و آله: «من مات ولم يحجّ حجّة الإسلام، ولم تمنعه حاجة ظاهرة، أو مرض حابس، أو سلطان جائر، فليمت على أيّ حال شاء يهوديّاً أو نصرانيّاً» .