129
الرابع: تعميم الحكم أوّلاً ثمّ تخصيصه وهو كإيضاح بعد إبهام وتثنية وتكرار للمراد، فهو أبلغ من ذكره مرّة واحدة.
الخامس: تسمية ترك الحجّ كفراً من حيث إنّه فعل الكفرة، وأنّ تركه من أعظم الكبائر؛ ولذلك قال صلى الله عليه و آله: فليمت.
السادس: ذكر الاستغناء، فإنّه في هذا الموضع، يدلّ على شدّة المقت والخذلان وعظم السخط.
السابع: قوله: عن العالمين ولم يقل عنه؛ لما فيه من الدلالة على الاستغناء عنه ببرهان؛ لأنّه إذا استغنى عن العالمين، فقد استغنى عنه لا محالة، ولأنّه يدلّ على الاستغناء الكامل، فكان أدلّ على السخط 1.
وممّا اشتملته الآية: وَللّٰهِِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ من توكيدات، يبيّن الرازي أقسامها بقوله:
أحدها: قوله: وَللّٰهِِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ والمعنى أنّه سبحانه؛ لكونه إلٰهاً ألزم عبيده هذه الطاعة، فيجب الانقياد سواء عرفوا وجه الحكمة فيها أو لم يعرفوا.
ثانيها: أنّه ذكر الناس ، ثمّ أبدل منه من استطاع إليه سبيلا ، وفيه ضربان من التوكيد:
أمّا أوّلاً؛ فلأنّ الإبدال تثنية للمراد وتكرير، وذلك يدلّ على شدّة العناية.
وأمّا ثانياً؛ فلأنّه أجمل أوّلاً، وفصّل ثانياً، وذلك يدلّ على شدّة الاهتمام.
وثالثها: أنّه سبحانه عبّر عن هذا الوجوب بعبارتين:
إحداهما: لام الملك في قوله: وللّٰه .