33وللاجتماع حول شخصه ودولته، وباعتباره السلطان وأمير المؤمنين معاً.
وكان أكبر همّه دعوة المسلمين من خارج أقطار السلطنة للتضامن مع الدولة العلية، والولاء لسلطان أمير المؤمنين. وقد استخدم في ذلك أمثال الشيخ أبي الهدى الصيادي، ومحمد ظافر المدني، ونامق كمال، إضافةً لشخصيات أُخرى من خارج إطار الدولة العثمانية، ليكونوا دُعاةً له في الداخل والخارج (6) .
ومن الواضح أنّه بالنسبة للسلطان العثماني فإنّ الاتحاد أو الجامعة، إنّما يكونان حول السلطان وحول الدولة؛ ولذلك فلا حاجة للمؤتمر حتّى لو كان لنُصرة السلطان أو في عاصمة الدولة.
ويبدو ذلك، أي عدم ربط الاتحاد - كما كانوا يقولون - بالمؤتمر بل بالسلطان / الخليفة في تحمّس الهنود المسلمين الشديد للسلطان وللدولة العثمانية. فقد سقطت دولة المغول في الهند نهائياً بعد فشل تمرّد العام 1857، وعانى المسلمون الأمرَّين من الحكم البريطاني. ولذلك فقد كان كثيرون من مثقّفيهم يتطلّعون إلى السلطان العثماني ودولته باعتبارهما مصدر أملٍ، ورمزاً لوحدة اُمّة الإسلام. وقد تجلّت مشكلة المعتدلين منهم في أنّ أواخر القرن التاسع عشر شهدت تراجعاً في علاقات بريطانيا بالعثمانيّين، وتزايد التقارب العثماني مع ألمانيا، والمعروف أنّ بريطانيا كانت تسيطر على مصر أيضاً وهي من ممتلكات السلطان في الأصل.
ولذلك فإنّ الهنود (والمصريّين) في الوقت الذي كانوا يتضامنون فيه مع الدولة العلية في حربها مع الروس؛ كانوا يرجون منها أن تضغط لصالحهم لدى الانجليز وعليهم. وقد أفضت جهودهم إلى إنشاء «جمعية خدّام الكعبة» لمتابعة النشاطات، وتنظيم المؤتمرات، والتضامن مع الخليفة، وتحقيق الاتحاد الإسلامي في ظلّ الدولة العلية (7) . وقد أدّى بالقائمين على الجمعية جهادهم من أجل العثمانيين إلى السجن عندما وقعت الحرب الاُولى، ووقع البريطانيّون والعثمانيون في أحلافٍ متناقضة. فلمّا تهدّدت الخلافة العثمانية ثمّ زالت أطلق الهنود على حركتهم