248جعلت فداك، أخبرني عن قول اللّٰه تعالى: ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ 1، وأخبرني عن قول اللّٰه عزّوجلّ لإبليس: فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ* إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ 2، وأخبرني عن هذا البيت كيف صار فريضة على الخلق أن يأتوه؟
قال: فالتفت أبو عبداللّٰه عليه السلام إليه وقال: ما سألني عن مسألتك أحد قطّ قبلك، إنّ اللّٰه عزّوجلّ لمّا قال للملائكة: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ضجّت الملائكة من ذلك وقالوا: ياربّ، إن كنتَ لابدّ جاعلاً في الأرض خليفة فاجعله منّا ممّن يعمل في خلقك بطاعتك، فردّ عليهم: إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَاتَعْلَمُونَ 3، فظنّت الملائكة أنّ ذلك سخط من اللّٰه تعالى عليهم، فلاذوا بالعرش يطوفون به، فأمر اللّٰه تعالى لهم ببيتٍ من مرمر، سقفه ياقوتة حمراء، وأساطينه الزبرجد، يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يدخلونه بعد ذلك إلى يوم الوقت المعلوم.
قال: «ويوم الوقت المعلوم» يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة فيموت إبليس ما بين النفخة الاُولى والثانية 4.
وأمّا «نون» فكان نهراً في الجنّة أشدّ بياضاً من الثلج، وأحلى من العسل، قال اللّٰه تعالى له: كن مداداً، فكان مداداً، ثمّ أخذ شجرة فغرسها بيده، ثمّ قال:
واليد القوّة وليس بحيث تذهب إليه المشبّهة 5، ثمّ قال لها: كوني قلماً، ثمّ قال له: اكتب.
فقال له: ياربّ، وما أكتب؟