242إنّ الحجيج يتزوّد بزاد التقوى ويودع أهله وإخوانه وأقاربه بشعور رقيق من الخشية والتواضع وعواطف الشكر للّٰهتعالى كما يودّع الملابسات الدنيوية والعلائق النفسية والوشائج المادية، ويتطهّر من الذنوب والآلام ومن الهموم والأحزان، ويتحوّل إلى خلق جديد بعيد عن الأهواء ومزالق النفس والشيطان والطاغوت، ويتمثّل في صورة عبد خاشع للّٰهولا يلتجئ إلّاإليه فيناجيه في اُمور تهمّه في دينه ودنياه، وتساعده على بناء ما تهدّم من القيم والأخلاق والمعنويات وإصلاح الفساد الذي عمّ بين الأفراد والمجتمعات، واستبدال الظلم والخوف بالعدل والأمن والثقة برفض الصهيونية والرأسمالية والاشتراكية والقوى الطاغية والشياطين الكبرى بإعلان: قَدْ كٰانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرٰاهِيمَ وَ الَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قٰالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنّٰا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَ مِمّٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ كَفَرْنٰا بِكُمْ وَ بَدٰا بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكُمُ الْعَدٰاوَةُ وَ الْبَغْضٰاءُ أَبَداً حَتّٰى تُؤْمِنُوا بِاللّٰهِ وَحْدَهُ 1.
أخيراً نسأل اللّٰه التوفيق على اداء فريضة الحج كما أدّى سيد الشهداء الحسين ابن علي عليهما السلام بشعور إسلامي عميق، وذلك أنه أراد الرحيل إلى كربلاء قبيل موسم الحج، فقال كثير من معه: قد قرب الموسم، إن أردت فتؤدي فريضة الحج ثم ترتحل، فأجاب: الحج الذي يؤدى برئاسة يزيد فليس بحج إبراهيمي.