122وعن أبي بكر بن محمّد بن الفضل أنَّ (بلالاً) لمّا أخذ في النَزْع، قالت امرأته:
وا ويلاه وا حزناه، فقال لها: لا تقولي وا حزناه، فإنّي قصدتُ الذهاب إلى محمّدٍ وحزبه.
وروى الكازروني ندبة الزهراء عليها السلام، وروى ندبة معاذ النبيّ صلى الله عليه و آله. وعن النعمان ابن بشير، قال: أُغمي على عبداللّٰه بن رواحة، فجعلت اُخته عمرة تبكي وتقول:
وا جبلاه 1.
وما رُوي عن أبي موسى عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه ما من ميّت يموت، فيقوم باكيه ويقول: وا جبلاه، وا سيّداه إلّاوكّل اللّٰه به ملكين يلهزانه، ويقولان له: أكان هكذا؟ ! فمبنيٌّ على النهي عن العزاء والبكاء.
وفي قصّة إدريس أنّ المطر انقطع عن قومه عشرين سنة، فجاؤوا إليه يدعو لهم.
وعن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أنّ ملكاً غضب اللّٰه عليه، فأُهبط من السماء، فأتى إدريس، فاستشفع به، فدعا له، فأذن له في الصعود، فصعد.
وفي الحقيقة أنّ المستغيث بالمخلوق إن أراد طلب الدعاء والشفاعة من المُستَغاث به، فلا بأس به، وإن أراد إسناد الاُمور بالاستقلال إليه، فالمسلمون منه براء.
على أنّا بيّنا فيما سبق أنّ الاستغاثة بدار (زيد) ، وصفاته، وغلمانه، وخَدَمه، ربّما اُريد بها الاستغاثة به، فيكون هذا أولى في بيان ذلّ المستغيث، وأنّه لا يرى لسانه أهلاً لأن يجري عليه اسم المولى؛ ولهذا ترى أنّ طاعة اللّٰه تُذكر بعدها طاعة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ورضاه يذكر بعد رضا اللّٰه ورسوله، وإذا انفردت إحداهما دخلت فيها الاُخرى.