121في المباح، والخروج من الحرام. وإنْ وقعَ لغواً وهذراً من غير قصد، فلا يُعدُّ من الأيمان، ولا مدار عليه في شيء كائناً ما كان، واللّٰه الموفّق.
المقصد السادس: في الاستغاثة
لا يخفى أنّ الاستغاثة بالمخلوق على أنّه الفاعل المختار مدخل للمستغيث في أقسام الكفّار، وإنّما المراد منه طلب الشفاعة وسؤال الدعاء.
وقد روى النسائي والترمذي في حديث الأعرابي أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله علّمه قول:
يا محمّد إنّي توجّهت بك إلى اللّٰه، ونحوه ما في حديث ابن حنيف 1.
وروى البيهقي في خبرٍ صحيح أنّه في أيّام عمر رضى الله عنه جاء رجل إلى قبر النبيّ صلى الله عليه و آله، فقال: يا محمّد استسق لاُمّتك فَسُقَوا 2.
وروى الطبراني وابن المقري وأبو الشيخ أنّهم كانوا جياعاً، فجاؤوا إلى قبر النبيّ صلى الله عليه و آله فقالوا: يارسول اللّٰه الجوعَ، فأُشبعوا.
وروى البيهقي عن مالك الدار خازن عمر رضى الله عنه، قال: أصاب الناس قحط، فذهب إلى قبر النبيّ صلى الله عليه و آله فقال: استسق لاُمّتك فقد هلكوا، فأتاه النبيّ صلى الله عليه و آله في المنام، وقال له: قُلْ لعمر: إنّهم سقوا.
ومن ذلك قوله تعالى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ 3.
وعن معاذ أنّه لمّا كان في اليمن جاءه نعي النبيّ صلى الله عليه و آله، فرجع وهو يقول:
يا محمّداه، يا أبا القاسماه، وبقي على ذلك برهة من الزمان. وفيه ظهور بالاستغاثة.