69الحليفة؛ لأنّه أبعد المواقيت عن مكّة المشرّفة، فهو لأجل كلّ ذلك راجع الكتب المختصّة بفقه الحنفية، وبدأ أيضاً بكتابة رسالة حول الترخيص بالإحرام من رابغ.
وبعد أن أحرم مرافقوه من ميقات ذي الحليفة، سار إلى منزل الشهداء الذي يسمّى منزل التجّار وليس منزلاً للحجّاج، ثمّ سار إلى قرية الغزالة، ثمّ إلى قرية الجُدَيدة، ثمّ وادي الصفراء، وهي مشتملة على نحو ستّ أو سبع قرى؛ يمنة الذاهب إلى مكّة ويسرته. . . ثمّ إلى بدر.
قال المؤلّف: «. . . وبدر هذه كثيرة الماء يجري فيها الماء على وجه الأرض، غير البركة التي يستقي منها الحجّاج. . . وهناك محلّ الشهداء الذين استشهدوا في غزوة بدر مع النبيّ صلى الله عليه و سلم، وهناك جامع الغمامة، وهو جامع عظيم مبارك، فمكثنا في ذلك المنزل مع الحجّاج. . .» 1.
ثمّ سار النابلسي مع القافلة حتّى نزل في منزل القاع، وليس فيه ماء وهو برّية واسعة سهلة الجوانب، لا انخفاض ولا ارتفاع، ثمّ وصل إلى قرية المستورة، ثم سار نحو ساعتين حتّى وصل منطقة رابغ.
قال المؤلّف: «ذهبنا فاغتسلنا في تلك البركة الواسعة، وكان الماء في نصفها وهي غير نابعة، والناس ينزلون فيها للاغتسال، ثمّ أحرمنا بالعمرة من ذلك الميقات 2بقصد التمتّع» .
ثمّ قال: «. . . ثمّ مررنا بمكان فيه من الرمل الكثير. . . يسمّى ذلك المكان بالرمل الدفين. . . فقطعناه مع الحجّاج بجهد جهيد وتعب ما عليه من مزيد. . .» 3.