62ولا مفهوم، هيبةً من الحضرة المحمّدية وإجلالاً، وحقارة لنفسي وإذلالاً. . . حتّى وردت علينا جماعات ممّن في المدينة المنوّرة يقرؤون علينا في منزلنا، فكنّا نبقى في الدرس إلى وقت الظهر. . .» 1.
التبرّك بشَعر النبيّ صلى الله عليه و آله
قال المؤلِّف: «. . . وكان رجل من علماء الهنود اسمه غلام محمّد وكنيته أبو محمّد يقرأ علينا. . . الفتوحات المكّية للشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي. . . وكان يخبرني أنّ في قطر الهند عند اُناس متعدّدين في بلاد متعدّدة شعرات من شعر النبيّ صلى الله عليه و آله. . . وأخبرني عن رجل من الصالحين في الهند أنّه يخرج ذلك في كلّ سنة مرّة يوم التاسع من شهر ربيع الأوّل ويجتمع عنده ناسٌ كثيرون. . . وقد نقل بعض المؤرِّخين - والكلام لازال للنابلسي - بأنّ الملك العادل نور الدين الشهيد كان عنده في خزائنه شعرات من شعر النبيّ صلى الله عليه و آله وإنّه لمّا مات أوصى أن توضع في عينيه وأنّها الآن موضوعة في عينيه معه في قبره، وقالوا: ينبغي لمن يزوره أن يقصد التبرّك بذلك أيضاً، وهو الآن مدفون عندنا في دمشق الشام، في مدرسته التي بناها للعلماء والطلبة، وعليه قبّة رفيعة البناء. . .» 2.
زيارة الحجرة الشريفة من الداخل
قال المؤلِّف: «ذهبنا إلى الحرم الشريف فصلّينا الظهر بعد زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله ثمّ صلّينا العصر على عادتنا واجتمعنا بشيخ الحرم، فقال لنا ابتداءً: تريدون أن تدخلوا إلى داخل الحجرة الشريفة؟ فقلنا له: إن أراد اللّٰه تعالى كان ذلك، وكيف لنا بذلك؟ فقال: إن أردتم في هذه الليلة وقت المغرب، وإن أردتم في وقت الصباح فقلنا له: وقت المغرب أقرب.
فأرسل إلى الطواشية يأمرهم بإدخالنا، فشددنا فوق القبا من الصوف الأحمر الذي كنّا نلبسه شالة من صوف على هيئة الخدّام، وفتح باب الحجرة الذي هو باب فاطمة رضي اللّٰه عنها، ودخل قدّامنا طواشي من الخدّام، ووراءنا طواشي اُخر،