52شريف الحجاز سعد بن زيد وعظيم ذلك الرحيل، فدخلنا عليه في رفيع ذلك المضرب الجليل، وشريف ذلك المخيّم الجميل، فتلقّانا بالقبول والاحترام، وأقبلنا عليه بلطائف التحية والسلام، وجلسنا معه حصّة من الزمان، نتحادث في وقايع هذا العصر والأوان، ثمّ أمر لنا بخيمة واسعة. . . ثمّ إنّنا طلبنا من حضرة الشريف المحترم أن يرسلنا إلى المدينة المنوّرة، فقال لنا: لو أرسلنا معكم مائة فارس أو أكثر لا يمكن ذلك في هذه الأوقات المكدرة، فإنّنا في محاربة هذه القبايل من عرب حرب، وعندنا هذه العربان المستكثرة، فاصبروا أيّاماً حتّى نذهب نحن وتذهبون معنا في عافية وسلامة. . .» 1.
شوق لزيارة الحبيب
صار المؤلِّف متعباً من طول الوقوف في الطريق، وأنشد بعض الأشعار شوقاً لزيارة المدينة المنوّرة.
قال المؤلِّف - الصفحة 321 -: «. . . يوم الأحد الحادي والعشرون ومائتان وهو اليوم الخامس عشر من شعبان، وقد زاد بنا الشوق إلى زيارة الحبيب، وكثر الحنين إليه والنحيب:
وأكثر ما يكون الشوق يوماً
إذا دنت الديار من الديار
وللّٰه درّ ابن أبي جابر المغربي حيث قال:
إذا بلغ المرء أرض الحجاز
وقد حال بيننا وبين زيارته والسفر إليه مع قرب المزار، قبيلة حرب المتفرّقة الأفخاذ في هاتيك الأقطار، فقلنا في ذلك من نوع الأشعار:
ألاٰ يا رسول الإله الذي
لداء الجفا زورة منه طب