51
بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
وقوع الحرب بين أعراب البادية وأمير الحجاز
وحين وصل الشيخ النابلسي إلى ينبع البحر، أخبروه أنّه قد وقعت الحرب بين أعراب البادية - قبيلة حرب - وبين أمير الحجاز، فخرج الشيخ من ينبع البحر حتّى وصل إلى ينبع النخل، وهي قرية كبيرة ذات نخل كثير ومياه غزيرة، وهي المنزل الرابع والعشرون من منازل الحاجّ، وبقي على الحاج إلى مكة ستّة منازل:
1 - منزل بدر 2 - منزل القاع 3 - منزل رابغ 4 - منزل قديد 5- منزل عسفان 6 - منزل وادي فاطمة. ولقي الشيخ شريف الحجاز قرب ينبع النخل.
قال المؤلِّف - الصفحة 317 -: «ثمّ إنّنا سألنا عن السير إلى المدينة المنوّرة فأخبرونا أنّ العرب الذين هم عرب حرب، حاصل بينهم وبين أمير الحجاز سعد ابن زيد منازعة وحرب، وأنّهم واقفون في وادي الصفراء، يمنعون كلّ من سار إلى المدينة، وقد ظهرت منهم للزائرين خصلة قبيحة كمينة، وأن لا محيص إلّا بالسفر إلى جوار سعد بن زيد الهاشمي أمير الحجاز، فإنّه يقدر إنفاذنا إلى تلك الجهة والجواز، وأمّا على غير هذا الوجه المذكور، فإنّه لا يمكن أصلاً كما قال الشاعر المشهور:
أيا دارها بالخيف إنّ مزارها
قريب ولكن دون ذلك أهوال
فلمّا رأينا الأمر كذلك وتحقّقنا صعوبة هذه المسالك، طلبنا مَن نكتري معه خمسة من الجمال ونسير إلى جهة سعد بن زيد، لنبلغ به غاية الآمال. . . ثمّ ركبنا وسرنا فوصلنا وقت العصر إلى ينبع النخل على ماء جاري في وجه الأرض؛ عذب زلال، فشربنا وسقينا الدواب. . . ، ثمّ ركبنا وسرنا قليلاً بين ذاك النخيل، وإذا بخيام