46النسك وزيارة الرسول الأمين صلى الله عليه و آله، فكثرت الرحلات السنوية وغيرالسنويّة إليهما.
لقد كتب أهل الثقافة والعلم من العرب والعجم؛ حول هذين المركزين وعنالسفر إليهما وفضيلته و آدابه و فوائده أكثر من كتابتهم عن سائر البلاد الاخرى، مماجعل الرحلة الحجازية أكبر ثروة في عالم الثقافة والمعرفة وأدب الرحلات. وقد بذل الأستاذ حمد الجاسر كلّ جهوده لتعريف كتب الرحّالة العرب، وقام بكتابة مقالات عديدة في مجلّته (مجلّة العرب) ، إلا أنها كانت أقل مماكتبه المسلمون غير العرب، فقد كتبوا رحلات كثيرة بشتّى لغاتهم، فيا حبّذا لو يُنشأ مركز إسلامي لترجمتها؛ لكي يستفيد منها الباحثون والذين يحبّون أن يعلمواكيف كانت تتم هذهالرحلات، وكيف تؤدى المناسك و. . . من صدر الإسلام إلى زماننا هذا.
الحقيقة والمجاز
وكان من جملة الكتب التي دوّنت حول الرحلة الحجازية، هذا الكتاب المسمّى ب «الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز» لمؤلّفه العالم الأديب، الحنفي المذهب، الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي (1050 إلى 1143ه. ق) . وقد قام بنشر هذا الكتاب وتحقيقه مركز تحقيق التراث بجمهورية مصر العربية سنة 1986م على طريقة أفسيت.
إنّ الشيخ تشرّف لزيارة الحرمين الشريفين ثلاث مرّات، والرحلة التي صدر لها هذا الكتاب لم تكن رحلته الوحيدة، فإنّ له رحلتين اُخريين.
اُولاهما في سنة 1100ه. ق، وثانيتهما في سنة 1101ه. ق. امّا الرحلة الأخيرة فهي صارت رحلة كبرى للمؤلّف، وقد قام بتأليف يوميّاتها