216جعلها في أوّل القطار، وكلّما خشيتُ على النُّوقِ الكلال، وعلى الحِداة 1المَلال، أنشدتُ بلسان الحال:
لا تَسْأمي يا نُوقُ طُولَ السّريٰ
كلّما قيل: غَداً تدنو الدار، ويقرب المَزار، طربتُ على السّماع، وتقرّبتُ المُلتقى مِنْ ثَنيّات الوِداعِ 4، وكفكفتُ العَبَرات، وأضَفْتُ إلى ما سلف من الأبيات:
قالوا: غداً ندنُو؛ فواحَسْرتا
وحين وصلنا إلى ثَنِيَّة المدينة النبويّة، عَلِمْنا أنّ لمشاركة اسمها استَحَقَّت الثَّنايا التقّبيل، ولمّا انجلت عنه بارقة اللّقاء، اتّصفَ بها الاشراق واتّصل، فشاهدنا نوراً خالف العادة إشراقه، وعزَّ على ضوء النّهار لِحاقُه، وخَرْقُ العادة دَليلُ الإعجاز، والنُّور الذي يَشرقُ به القلوب، هو المستحقّ لاسم الحقيقة، وما سواه مجازٌ؛ ففسحتُ لِطرف طَرْفي في ذلك الاُفُق مجالاً، وأرسلتُ دمعي سِجالاً، وأنشدتُ إرتجالاً:
اللّٰهُ أكبر أيُّ بَرْقٍ لاحَا