169هذا القسم الباقي من تراثنا العظيم كثير منه مخطوط في خزائن الكتب، والاستفادة منه محدودة!
وقد ترك لنا الشيخ أبو جعفر بن بابويه الصدوق رضى الله عنه لوحده الكثير من المؤلَّفات والمصنَّفات النافعة والشيّقة ك: «معاني الأخبار» ، «الخصال» ، «علل الشرائع» ، «من لا يحضره الفقيه» ، وغيرها.
وإضافة إلى ذلك فَقَد فُقِد العديد من كتبه المفيدة هذه ولم يصل إلينا منها شيء.
ومن هذه المؤلّفات المفقودة كتابه «جامع علل الحجّ» الذي ذكره الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ في الذريعة 1قائلاً:
«جامع علل الشرائع» للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن عليّ القمّي، المتوفّى 381ه، ذكره النجاشيّ 2.
ونتيجة لافتقار مكتبتنا الإسلاميّة لمثل هذا الكتاب بادرت لإحياء كتاب على غراره، معتمداً في عملي هذا على مؤلّفات الصدوق نفسه، وبالخصوص منها:
«من لا يحضره الفقيه» و «علل الشرائع» ، وقد رغب البعض أن أسمّيه بنفس تسمية الصدوق، أي: «جامع علل الحجّ» إلّاأنّي امتنعت عن تلبية تلك الرغبة، وذلك لما اعتقده من أنّ كتاب الصدوق هو بلا شكّ بترتيب آخر، أي غير ما رتّبناه نحن هنا، ولو أنّ غالب الظنّ أنّ ما أورده رحمه الله في كتابه لا يختلف كثيراً عمّا أوردناه هنا.
وفي الختام أحمده تعالى أن وفّقني لإنجاز عملي هذا، وأسأله تعالى أن يمنّ عليّ مستقبلاً بأن اُحيي أثراً آخر من آثار هؤلاء الجنابذة، لاسيّما وأنّ في إحياء آثارهم حياة الدين والاُمّة، وامتداداً لحياة القرآن الكريم والسنّة الشريفة وآثار المعصومين عليهم السلام.