144التزم كاشف الغطاء في نقل أحاديثه ومناقشاته على الصحاح فقط، ولم يتطرّق إلى غيرها من كتب الحديث. كما نقل أقوال كبار علماء السُنّة في بحثه، ولم يتطرّق إلى كتب الحديث الشيعيّة سوى ما نقله فقط عن كتاب الاحتجاج للشيخ الطبرسي في حديث عام يتّصل بالمجادلة بين النبيّ محمّد صلى الله عليه و آله وبعض المناوئين له من العصر الجاهلي.
7 - كُتبتْ هذه الرسالة في سنة 1210ه / 1795م، أي في حياة العلّامة السيّد مهدي بحر العلوم الذي تُوفي سنة 1212ه / 1797م. وكانت المرجعية في هذه المرحلة مقسَّمة بين عدد من المجتهدين، حيث تخصّص بحر العلوم بالتدريس، وكاشف الغطاء بالزعامة والفُتيا، والشيخ حسين نجف بالصلاة جماعة، ممّا يُبرهن على انحصار مرجعيّةالتقليد السياسيّة والدينيّة في شخص كاشف الغطاء دون غيره من المجتهدين الكبار من طبقته.
لقد كان الشيخ كاشف الغطاء مدركاً المتغيّرات السياسيّة، والصراع القائم بين القوى المتنازعة على الخليج، فحاول أن يُظهر النجف مركزاً مستقلّاً عن مدار صراعات دول المنطقة، وأن يجنّب المرجعية الدينيّة العليا من الدخول في هذا الصراع.
ومن هنا يمكن تفسير العلاقة الودّية التي أقامها مع شيخ الوهابية بالمكاتبة مرّة، وبتقديم الهدايا مرّة اُخرى، ونجاحه في حفظ الكيان الشيعي بعيداً عن المتغيّرات السياسية التي شهدتها المنطقة.
وبمقدار النجاح الذي حقّقه كاشف الغطاء مع الشيخ عبد الوهاب، فإنّه أراد أن ينحو المنحى نفسه مع وريثه الأمير عبد العزيز بن سعود، وهو وإن نجح في تحييده قرابة العقد من الزمن، إلّاأنّ ذلك لم يمنع ابن سعود من غزو مدينة كربلاء المقدّسة عام 1216ه، ونهب (الكنوز)