130كونه غير منهيّ عنه فيصدق بالمباح والمندوب، والواجب والركن؛ لأنّ المأذون فيه يصدق بجميع المذكورات، فيحتاج في إثبات حكمه إلى دليل آخر؛ ولذلك قالت عائشة لعروة: لو كان كما تقول لقال: فلا جناح عليه ألّايطوف بهما.
دراسة الآية
بعد هذا نأتي لدراسة الآية عبر مقاطعها الثلاثة:
المقطع الأوّل:
إنّ الصفا والمروة من شعائر اللّٰه
الإعراب:
إنّ: من الحروف المشبّهة بالفعل، تفيد توكيد النسبة، بل هي في التوكيد أقوى من اللام، وليست هذه وظيفتها فقط، بل هناك غيرها، فهي يؤتى بها لنفي الإنكار والشكّ، وتفيد - أيضاً - التقرير والتحقيق.
الصفا: اسم إنّ والمروة عطفت على الصفا. من شعائر اللّٰه: خبرها.
قال أبو البقاء: «وفي الكلام حذفُ مضاف، تقديره: «طواف الصفا، أو سعي الصفا» .
فهذا المقطع من الآية الذي ابتدأ بأنّ المؤكّدة، يقرّر ويؤكّد أنّ كلّاً من الصفا والمروة أو طواف الصفا والمروة، شعيرةٌ من شعائر اللّٰه تعالى الثابتة والمحبوبة إليه حيث أضافها إلى نفسه تعظيماً لشأنها وعلوّ منزلتها عنده.
وفي الوقت الذي تقرّر وتؤكّد الآية منسكية السعي بين الصفا والمروة؛ وذلك بالاستفادة من «إنّ» المؤكّدة، تنفي كلّ شكّ بمنسكيتهما ونكرانٍ لمشروعيتهما - وأيضاً - باستعمالها ل «إنّ» التي كما قلنا من وظائفها النفي. وهي وإن لم تكن أمراً صريحاً بل كانت خبراً لكنّها بقوّة الأمر يقول الطبري في تفسيره للآية: . . . وإن كان مخرجه مخرج الخبر فإنه مراد به الأمر. . . 1