38راحت ألسنتهم تنطق بالحقّ، نطقت بصفاتك، ونشرت مجالسهم عظيم مناقبك. . .
فلسان مناوئيك أنطقه اللّٰه الذي أنطق كلّ شيء، لتكون الحجّة عليهم أقوىٰ، فالفضل ما شهدت به الأعداء.
جاء ابن أحور التميمي إلى معاوية فقال: يا أمير المؤمنين جئتك من عند ألأم الناس، وأبخل الناس، وأعيا الناس، وأجبن الناس.
فقال: ويلك وأنّى أتاه اللؤم، ولكنا نتحدّث أن لو كان لعليّ بيتٌ من تبن وآخر من تبر، لأنفد التبر قبل التبن، وأنّى أتاه العي وإن كنّا لنتحدّث أنه ما جرت المواسي على رأس رجل من قريش أفصح من عليّ، ويلك وأنّى أتاه الجبن؟ وما برز له رجل قطّ إلّاصرعه، واللّٰه يا ابن أحور، لولا أنّ الحرب خدعة لضربتُ عنقك، اخرج فلا تقيمن في بلدي 1.
وله أيضاً: فواللّٰه لو أنّ ألسن الناس جمعت فجعلت لساناً واحداً لكفاها لسان عليّ 2. ولو لم يكن للأمّة إلّالسان علي لكفاها 3.
ولمّا جاء ابن أبي محفن معاوية قال له: جئتك من عند أعيا الناس.
قال له: ويحك! كيف يكون أعيا الناس؟ ! فواللّٰه ما سنّ الفصاحة لقريش غيره 4.
قال معاوية لضرار بن ضمرة من أصحاب عليّ عليه السلام بعد مصرعه:
صِف لي عليّاً.
فقال ضرار: اعفني.
قال معاوية: لَتصِفنَّه.
قال: أمّا إذ لابدّ من وصفه، فكان واللّٰه بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطلق الحكمة من نواحيه، ويستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته.
وكان غزير العبرة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام