36
يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ
إن يحسدوك على علاك فإنّما
متسافل الدرجات يحسد من علا
بل مزجوا حسدهم بحقد دفين وثارات عقيمة، في حصيلتها النهائية كانت بغضاً للّٰهولرسوله وعداءً للدين الذي حلّ بين ظهرانيهم، فلم يستطيعوا الكيد له، رغم كلّ جهودهم، فكادوك لأنّ سيفك كان على رؤوسهم لينطقوا بالحقّ، وما كانوا ليهتدوا فقالوها مرغمين، ولم يستطيعوا شتم الرسول صلى الله عليه و آله فشتموك. .
فهذا عبداللّٰه بن عبّاس حبر الأمّة وترجمان القرآن، كان يقوده سعيد بن جبير - وقد كفّ بصره - فمرّ على زمزم فإذا بقوم من أهل الشام يسبّون عليّاً كرّم اللّٰه وجهه، فسمعهم عبداللّٰه بن عبّاس، فقال لسعيد: ردّني إليهم، فردّه إليهم فقال:
أيّكم السابّ للّٰهعزّوجلّ؟
فقالوا: سبحان اللّٰه ما فينا من سبّ اللّٰه عزّوجلّ!
فقال: أيّكم السابّ لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله؟
فقالوا: ما فينا من سبَّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله!
فقال: أيكم السابّ لعليّ بن أبي طالب؟
فقالوا: أما هذا فكان منه شيء.
فقال: شهدت على رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بما سمعته يقول لعليّ بن أبي طالب: «يا عليّ مَنْ سبّك فقد سبّني، ومن سبّني فقد سبّ اللّٰه، ومن سبّ اللّٰه، أكبّه اللّٰه على منخريه في النار» . ثمّ تولّى عنهم. . . 1يقول عبداللّٰه بن أحمد بن حنبل: «سألت أبي عن عليّ وأعدائه، فقال: يا بني إنّ عليّاً كان كثير الأعداء، ففتش عليه أعداؤه شيئاً مكروهاً ولم يجدوا، وجاؤوا إليه وحاربوه وقاتلوه وخلعوه كيداً منهم له» .
نعم، حاربوك فكانت حربهم ظالمة، كادوا لك فردّ كيدهم إلىٰ نحورهم،